نشاط



جمعيات تونسية تعقد ملتقى في هامبورغ حول تحديات الشباب ومواجهة التطرف

29-04-2017 14:18:31

تحتضن مدينة هامبورغ، السبت 29 أفريل 2017، الملتقى السنوي الخامس لـ"تنسيقية الجمعيات التونسية"، بمشاركة ممثلي عدد من الجمعيات الأعضاء في هذا الإطار الجمعياتي بألمانيا، وبحضور  رسمي تونسي ممثلا في رضوان عيارة كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج، وإلياس القصري سفير تونس بألمانيا الذي اعتذر عن الحضور، كا حضرت قنصل تونس في هامبورغ السيدة سنية بن عمر وقنصلا تونس في بون وميونيخ،  كما حضر  الناشط خالد كحولي فعاليات الملتقى ممثلا عن المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلامMagDe، وعدد آخر من الضيوف.

وتضم فعاليات الملتقى جانبين رئيسيين، جانب أول يشمل ندوة حول "مسؤوليّة الجمعيّات التّونسيّة في تأطير الشباب التّونسي وحمايته من مخاطر الجريمة والتطرف"، وهي ندوة مفتوحة يشارك فيها خالد كحولي مسؤول الشباب في المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام. أما الجانب الثاني لفعاليات الملتقى فتتمثل في الجمع التنظيمي للتنسيقية، ومن المقرر حسب برنامج الملتقى أن يجري خلاله تداول الشؤون التنظيمة لهذا لإطار الجمعياتي كما سيتم افراز مكتب مسير جديد. ويضم مكتب التنسيقية حاليا: منى علوي (بون( حسن الطرابلسي (ميونيخ( عبد العزيز الشريف (هامبورغ( محمد العثماني(برلين(.

وتأسست "التنسيقية"سنة 2013 في بون في ملتقى تأسيسي شارك فيه حوالي 25 جمعية تونسية وحضر افتتاحه إبانها كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج، حسين الجزيري، العضو  القيادي في حزب "النضهة". وبحسب معطيات غير رسمية فان عدد الجمعيات المسجلة للمشاركة في ملتقى هامبورغ الحالي أقل من العدد الذي انطلقت به"التنسيقية"، وهي (التنسيقية) تعتبر جزءا من المشهد الجمعياتي التونسي بألمانيا، الذي شهد طفرة بنشأة عدد كبير من الجمعيات إثر الثورة التونسية، كتعبير عن مجتمع مدني مستقل عن الروابط والجمعيات التي كانت خاضعة لنفوذ النظام القديم، لكن هذا المشهد متنوع جدا ومتعدد ولا يخضع نشاط عدد مهم من الجمعيات إلى آليات شفافة أو قواعد الاستقلالية عن نفوذ جهات سياسية أو حزبية أو دينية.

ولا توجد إحصاءات دقيقة لعدد الجمعيات التونسية النشيطة كمجتمع مدني في ألمانيا، بيد أن تقديرات تشير إلى أنها تتجاوز المائة جمعية، ولا يوجد إطار موحد لها. كما تتعدد ألوانها وأنشطتها وخلفيات تأسيسها وتوجهاتها، وعموما يمكن حاليا رصد ثلاثة اتجاهات رئيسية يتألف منها مشهد الجمعيات التونسية بألمانيا:

مجموعة أولى، هي مزيج من الجمعيات القديمة أو حديثة النشأة، ويهيمن عليها قربها من جهات حكومية أو إدارية أو حزبية نافذة بتونس، مثل "نداء تونس".

مجموعة ثانية، تتألف من جمعيات تعمل في إطار مجتمع مدني بتوجه ديني أو سياسي سواء عبر فضاءات قريبة من المساجد أو قريبة من حزب "النهضة" أو بعض الجماعات السلفية أو حتى شبكات لتيارات إسلاموية أخرى.

ومجموعة ثالثة، وتضم جمعيات مستقلة عن النفوذ الحزبي أو الديني، وتتركز ملامحها في طبيعة الأنشطة التي تقوم بها سواء في المجالات الإجتماعية أو الثقافية أو الرياضية أو النشاط المجتمعي العام.

ولا يوجد لحد الآن إطار موحد أو فيدرالي للجمعيات التونسية بألمانيا، وفي ولاية فستفاليا شمال الراين التي يوجد بها العدد الأكبر من أفراد الجالية التونسية بألمانيا، تجري من حين لآخر أنشطة مشتركة بين الجمعيات التونسية ذات توجهات مختلفة، وذلك ضمن شبكة للتعاون والتنسيق بين الجمعيات، ومن ضمن أنشطتها التنسيق حول ملف تأسيس المجلس الوطني للتونسيين بالخارج، وتنظيم إحتفاليات الثورة التونسية بولاية فستفاليا شمال الراين. ولكن هذه الشبكة بدورها لا تشكل إطارا مهيكلا.

وبحكم وضعها القانوني، كهيئة مجتمع مدني مسجلة بمدينة بون، تعمل المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام MagDe كمعهد ثقافي اهتمامه مغاربي ألماني، وليس محليا موجها لبلد مغاربي بعينه، وتسعى من موقعها لإقامة جسور تعاون بين مختلف فعاليات المجتمع المدني المغاربية في ألمانيا، بما فيها الجمعيات والشخصيات التي تتوجه بالأساس في نشاطها إلى المجتمع الألماني وخصوصا ما يتعلق بالإندماج في ألمانيا، الذي توليه المؤسسة إهتماما مركزيا، بالإضافة إلى إهتمامها بإقامة جسور تعاون وحوار بين هيئات المجتمع المدني بألمانيا والبلدان المغاربية.

ومؤسسة MagDe ليست عضوا في "التنسيقية" ولذلك فان حضور  ممثل عنها، هو أولا تلبية لدعوة مشكورة من "التنسيقية" وتأكيد من جانب المؤسسة على الانفتاح على جميع هيئات المجتمع المدني التونسية بألمانيا. ومساهمة من المؤسسة لإثراء الحوار  في الندوة الخاصة بموضوع دور المجتمع المدني بألمانيا في مكافحة التطرف. ويحظى هذا الموضوع باهتمام أساسي في الرأي العام والمجتمع الألماني في ظل مشاكل الهجرة غير الشرعية وانتشار الجريمة وأعمال الإرهاب التي تورط فيها أو نسب بعضها لشبان تونسيين، وكان أسوأها الإعتداء الإرهابي في ديسمبر كانون الأول 2016 على سوق لعيد الميلاد في برلين، وقبله شهدت مدينة كولونيا في رأس سنة 2016 أحداث اعتداءات جنسية مأساوية أدين فيها شبان مغاربيون.


Copyright © 2024 MAGDE / All rights reserved.